לא נכיר בישראל, لن نعترف بإسرائيل

السبت، 5 يناير 2013

دور السيد عبد الحسين شرف الدين الوطني بعد إرساء الإستقلال

اتسمت الإدارة السياسية في لبنان بعد الإستقلال بشكلها الفئوي وكانت مجموعات الزعماء المستغلين قد حولوا الدولة إلى مزرعة ، وبعد صك الميثاق الوطني ، دأبت الدولة القائمة على إهمال مناطق وحرمانها من الخدمات وحرمانها من مواقع أساسية في الإدارات الرسمية والذي وقع أشده على البلاد العاملية وعلى البقاع وكان الظلم يشتد على هذه المناطق ، وركبت الدولة وسلطاتها في خدمة طائفة مهيمنة حتى الجيش جرى تركيبه بما يخدم الإتجاه الفئوي وكانت المناطق المطالبة بحقوقها عرضة لبطش هذه القوى ، وهذا الجيش الذي لم يكن لهالموقف الكبير في مواجهة الصهاينة وحماية القرى الجنوبية التي تتعرض للإعتداءات ، كان يمارس قوته على المناطق المحرومة ، والذي اثر على نظرة المواطنين لدور الجيش اللبناني وقيام الدولة بزج الجيش في أحداث ثأرية ضد أبناء إحدى عشائر بعلبك الهرمل انتقاماً لمقتل أحد ضباط الجيش المجرمين بحق أبناء المنطقة نفسها وهو كاثوليكي الإنتماء .
 وقد استنفر الجيش قواته وأرسل بعض وحداته المتمركزة في البقاع بأمر من بشارة الخوري رئيس الجمهورية أنذاك ، وقد هزم الجيش هناك .
 وقد ثارت ثائر المطران مبارك وقال يومها :"  للشيعة العراق والكوفة ، وللسنة الجزيرة ومكة أما لبنان فلنا نحن المسيحيين " .
 هذه الحادثة دفعت بالسيد شرف الدين (قده) أن يوجه كتاباً لرئيس الجمهورية في أيلول سنة 1949 م جاء فيها :
" السلام عليك شيخ لبنان
 وبعد فإن عشائر الهرمل لم يخرجوا على طاعة ولا فارقوا جماعة . فلمن تسرج الخيل العراب ، وتشرع الأسنة والحراب ؟ ! .
 وإنّ أخشى ما أخشاه أن تدخل النائحة إلى كل بيت في لبنان ، إذا التقى الجمعان ، والتحم الصفان ..
 ألا أعدتم النظر يا صاحب الفخامة في إسلوب تأديب الجامحين ، وغزو المتمردين ؟
ألا ترون أن تؤدبوهم بنقلهم من البداوة إلى الحضارة ومن البطالة إلى العمل ؟ ...
ألا ترون أن إعمار المدارس والمستشفيات يغني عن إعمار السجون والقبور . وشق الشوارع والطرقات يغني عن شق الجيوب والصدور ؟! " . (6)
هذه اللغة الهادئة في التعاطي مع القضايا الوطنية تدل على حرص ووعي كبير لمنع الصدام بين أبناء الوطن الواحد ، ولم يكن خطابه دعوة إلى تجييش العواطف والمشاعر للصدام بين أبنا الوطن الواحد بغض النظر عن قناعاته بالشكل الذي قسمت عليه المنطقة ورفضه لها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق