לא נכיר בישראל, لن نعترف بإسرائيل

السبت، 5 يناير 2013

الإمام شرف الدين مطارداً مهاجراً

  كانت الهجمات على الفرنسيين واتباعهم قاسية وعرفوا نوايا السيد شرف الدين ورفضه لوجودهم ودعوتهم للجهاد ضدهم ، فحكموا عليه بالإعدام ووجهوا جيشاً جراراً يقصدون بلدة " شحور " حيث كان السيد قد ذهب إليها فحرقوا فيها داره . كما أنهم احتلوا قبل ذلك داره في  " صور " ونهبوا فيها مكتبته العامرة والحاوية لأنفس المؤلفات والمطبوعة والمخطوطة ..
 وكان السيد شرف الدين ( قده) في شحور حين دخول الجيش الفرنسي ولكنه نهض مسرعاً وقد وضع عباءته على عمامته فأعمى الله تعالى أبصارهم عنهم فوصل إلى مغارة قرب نهرالليطاني بقي بها مختبئاً طيلة النهار حتى إذا عرف رجوع الجيش عن شحور  رجع السيد على جنح الظلام وبات ليلته ثم توجه إلى الشام متنكراً حتى وصلها سالماً وقد أكرم الملك فيصل الأول ضيفه الكبير وحله المحل اللائق .
 وبعد أن استقر في به المقام أرسل على أهله وذويه فالتحقوا به ، وكانت له نشاطات وخطب واشتهر اشتهاراً عظيماً حتى أصبح من زعماء الفكر وقادة الرأي .
وكان يوسف العظمة شهيد ميسلون كثير التردد على مجلس السيد والإعجاب بمواقفه .
إلا أن السيد شرف الدين عاد إلى لبنان نتيجة تدخل العالم الكبير السيد حسن الصدر الذي كان له شأن كبير ومقام رفيع عند الزعماء والشعب  في العراق ، وقد عرف الفرنسيون مقامه هذا وزعامته الدينية وقام السيد الصدر بالتحدث مع الفرنسيين في مسألة العفو عن السيد شرف الدين وضرورة إرجاعه إلى وطنه الذي ينتظر عودته بفارغ الصبر وقد أفلح السيد الصدر في مسعاه وتكلل عمله بالنجاح ، وكان أن عاد السيد شرف الدين لبنان في الوقت الذي عاد السيد الصدر إلى العراق ، واستقبل كل منهم في بلده بالإحتفالات التي أقامها مناصريهم  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق